شاركها.

29 تعليق

  1. ما فهمت الا "لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم" قالها الرجل الذى مربى لحيته وعجبتنى الحلوه "السكره" التى اعطاها الرجل الاخر الذى مربى اشناباته ..العناد موش اكوبس

  2. في الحديث الشريف: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التحريش بين البهائم"، ويدخل في ذلك الإشراف على مناطحة الثيران والكبوش ومناقرة الديكة، وقد اختلف العلماء في هذا النهي هل هو نهي تحريم أم نهي كراهة. ولكنهم قطعوا بحرمة التحريش بين الناس من باب الاستدلال الأولوي.
    ولعل فيصل القاسم كان سيد المحرّشين بين الناس يرعى مناطحتهم وينصر مناقرتهم، يحمّي أوارهم إذا برد، ويذكي وطيسهم إذا فتر. وعلى مدار سبع وعشرين سنة قام بهذا الدور المقيت المنهي عنه وسط تشجيع الجمهور العريض في الحلبة، ووسط صياحهم وصراخهم. أما المنكرون فوقفوا فاقدي الصوت والحيلة أمام بوق هذه الماكينة الإعلامية الهائل الذي يجعجع بلا هوادة فيصم الآذان عن أي صوت يخالف هواها.
    ٢٧ سنة ولا دور له إلا تحطيم صورة المثقف والسياسي والمفكر والمعارض والمؤيد، وإبرازهم في صورة التافهين الخفيفين الذين يمكن أزّهم على أهون سبب، واستنفارهم لدى أول إشارة. ثم تقديم مادة إعلامية يتداولها الناس تذكي الغوغائية وتعلي من شأن الرذالة والشكاسة. مادة قوامها إفحام الخصم وإلقامه الحجر ومسح كرامته بالأرض. وقد نجح في ذلك ايّما نجاح فغدا إعلامياً مقتدراً سرشاً شهيراً ولا أقول إعلامياً كبيراً.
    رأيت مرةً في برنامجه متحاورَين لا أذكر اسميهما الآن بدا أنهما عاقلان لا ينزعان إلى الصراخ والاقتتال، وبدا أنّهما يمكن أن يتفاهما فثارت ثائرته وهو يحاول أن يحرّش بينهما حتى يخرجهما عن طور لغة العقل إلى لغة السباب، لأنه بدون ذلك لا يؤدي مهمته ولا ينجح فيها.
    من أجل ذلك أقول: إن سيرته في صباه مهما كانت مكافحة مثابرة، إن صدق في سردها، فهي لا تغسل عار مسيرته المهنية القائمة على أنموذج التحريش. وبالنسبة إليّ فإنّ سيرة المرء الذاتية ودماثة خلقه على المستوى الشخصي لا تغفر سوء أدائه العام ووظيفته الموكلة إليه.
    قد يحقق أعلى المشاهدات. وهذا ما يحققه مغنٍ تافه. وقد يستحوذ برنامجه على كبير الاهتمام وكم من برنامج مذيعه تافه استحوذ على ذلك. قد يكون صاحب تأثير هائل، ولكن ما طبيعة هذا التأثير. ما المادة الثقافية أو المعرفية أو الأخلاقية التي قدمها؟ ما الحصيلة التي أشاعها؟ سوى تخندق المعارض والمؤيد كلٌ في خندقه من دون أن ينقص من هؤلاء فرد ومن دون أن ينضم لهؤلاء فرد. فإذا أضفنا إلى ذلك صفحات تواصله الاجتماعية التي تغصّ بمنشورات تافهة وسطحية لا تبتغي سوى الإثارة من دون أن يكون لها غاية في البناء والارتقاء فعند ذلك تكتمل الصورة.
    هذا رأيي ولا ألزم به أحداً.

    "محمد أمير ناشر النعم"

اترك تعليقاً

Exit mobile version